الخميس، 9 يناير 2014

في دورة نفذها مركز مناهضة الكسب غير المشروع بصنعاء تدريب خطباء أمانة العاصمة في التوعية بمكافحة الفساد

القاضي الماوري : الاسلام والقانون اليمن اجازا لكل مواطن حق الحسبة في حماية المال العام.
 الشيخ حسن الشيخ: مناط بالخطباء دور فاعل في مكافحة الفساد 


صنعاء- مدونة شفافية:
نظم المركز الاجتماعي لمناهضة الكسب غير المشروع، أمس الأربعاء، بصنعاء، دورة لخطباء مساجد أمانة العاصمة صنعاء، حول دورهم في التوعية بمكافحة الفساد وحرمة التحريض على أخذ المال العام، وذلك بالتعاون مع المعهد الوطني للديمقراطية (NED).
وقدمت إلى الدورة التي شارك فيها قرابة 30 من خطباء أمانة العاصمة، ورقتا عمل؛ الأولى للشيخ حسن عبدالله الشيخ، وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد، بعنوان "الفساد المالي.. دوافعه ودور الخطباء في مكافحته"، والثانية بعنوان "التأصيل الشرعي لحرمة الاستيلاء على المال العام والتحريض عليه"، للقاضي يحيى الماوري، عضو المحكمة العليا.
وتحدث الشيخ عن حرمة أكل المال بالباطل، عاماً أو خاصاً، مدللاً بالآيات والأحاديث، ومقدماً تعريفات متعددة للمال وللفساد المالي. واستعرض دوافع الفساد المالي ومظاهره وأنواعه وآثاره على الفرد والمجتمع. وذكر طرق مواجهة الفساد، ودور الخطباء والعلماء والدعاة في مكافحته.
فيما تحدث القاضي الماوري عضو المحكمة العليا عن ارتباط المصلحة العامة بالمال العام، ومصارف الأموال العامة، ودور الخطباء والمرشدين في صناعة رأي عام مناهض للفساد. وقال إن أول تجربة للكفاية والعدل في الإسلام كانت في خلافة عمر بن عبدالعزيز، وكانت اليمن أول من حقق وفراً في الإيرادات، ولم يجد المعنيون فيها فقيراً محتاجاً، بينما يقبع الدور اليمني اليوم في آخر القائمة على كل المستويات، حسب تعبيره.
وتطرق الماوري إلى مظاهر الفساد، ووسائل الحماية الشرعية للمال العام، ودور المجتمع في حماية المال العام، مشيراً إلى بعض المفاهيم المغلوطة عن المال العام، ومؤكداً أن الإسلام أجاز لكل مواطن حق الحسبة في حماية المال العام.
بعد ذلك، فتح باب النقاش والمداخلات من قبل المشاركين في الدورة من خطباء أمانة العاصمة، الذين أثنوا على منظمي الدورة ومقدمي ورقتي العمل، وأكدوا أهمية مثل هذه الورش التوعوية، وضرورة توسيع قاعدة الاستفادة منها، بما يعزز وعي الناس بخطورة الفساد على الفرد والمجتمع، وأهمية الحفاظ على الأموال العامة وحمايتها، وحرمة التحريض على الأخذ منها.
وكان الزميل محمود شرف الدين، رئيس المركز الاجتماعي لمناهضة الكسب غير المشروع، رحب بالمشاركين في الدورة من الخطباء، وبمقدمي ورقتي العمل، معبرا عن شكره للجميع على تجاوبهم وتفاعلهم وعلى وجه الخصوص نقابة خطباء اليمن وقال في كلمته إن الهدف من الدورة توحيد الجهود لتوعية الناس بالفساد، وإن المركز استعان بالخطباء إلى جانب وسائل الإعلام، للتوعية بمخاطر الفساد، والعمل على تحويل ثقافة المجتمع الممجدة للكسب غير المشروع، والأخذ من المال العام، إلى ثقافة مكافحة للفساد، وتعتبر الأخذ من المال العام والتحريض عليه جريمة.
ونوه شرف الدين بالدور المهم والكبير للخطباء، لأنهم يخاطبون العامة لتوعية الناس وتوجيههم إلى الحلال والطيبات من الرزق. وقال: أردنا الاستعانة بكم وتوحيد جهودنا معكم في هذه المهمة الدينية والوطنية، في ظل هذه الظروف التي يتم فيها وضع أسس الحكم الرشيد والشفافية. مشيراً إلى ضرورة تضافر كل الجهود من أجل مجتمع يقدس الفضيلة والكسب الحلال، ويناهض الفساد المالي والإداري، باعتباره الوباء المعشش في اليمن، حسب وصفه.
يذكر أن المركز سيقوم غداً بتوزيع آلاف النسخ من فتوى تحريم التحريض على الأخذ من المال العام، التي أصدرها العلامة محمد بن إسماعيل العمراني، والشيخ محمد نعمان الصلوي، وذلك عقب صلاة الجمعة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق